سكيكدة تاريخ ومعارك
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سكيكدة تاريخ ومعارك
لقد تعاقبت على ولاية سكيكدة عدة حضارات بدءا بالنوميديين فالفينيقيين ابتداءا من القرن 11 ق م ثم الرومان من القرن 2 ق م ثم المسلمين و أخيرا الاستعمار ابتداءا من سنة 1838 م و كل حضارة تركت بصمتها على المدينة و لا تزال الاثار قائمة لتشهد على ذلك
الفترة النوميدية
احتل النومديون الاقليم الواسع الذي يمتد من الحدود التونسية الى غرب الولاية حيث كانوا يمارسون التجارة على شكل قبائل و مجموعات و كانوا يعيشون في خيام مصنوعة من جلود الحيوانات و كانوا يشكلون مملكتين الماسيليين و الماسيسيليين
الفترة الفينيقية
عرف الفينيقيون بمهارتهم في الملاحة البحرية لذلك كان يجب عليهم تجاوز محيطات و بحار لبلوغ اهدافهم التوسعية .
بين القرن 11و12 ق.م ظهرت للوجود كل المنشآت المرفئية ،روسيكادا، شولو، تصاف تصاف . و رزسيكادا كلمة من قسمين رو و اوكااالتي تعني رأس المنارةو كان الفيقيون يشعلون النار فوق طف الجبل الاخل ف البحر كل ليلة حتى يوهوا البحارةالقادمين من شرق حو ستورا و تعني آلهة الحب و الجمال عد الفييقيين و تعني ايضا الستر و الحماية حيث تعتبر الالهة الحافة للبحارة ن الرياح العنيفة ، وخلال هذه الفترة اصبحت المدينة المركز حساس لكل النشاطات التجارية
الفترة الرومانية
بعد سقوط قرطاج سيطر الرومان على بلاد المغرب بما فيها سكيكدة و استمرت سيطرتهم حوالي 6 قرون ، فقاموا بانشاء الحصون و المعابد و التماثيل و بناء المسرح الروماني الذي مازال قائما الى حد الساعة ، وعرفت عصرها الذهبي خلال حكم الانتونيس في القرن الثاني ميلادي و عرفت بمدينة الرخام والرخاء
دخول الاسلام
كان دخول الاسلام الى سكيكدة حوالي 59هـ و لم يخلف المسلمون الاوائل اثارفي سكيكدة لسببين
انهم لم يكونوا من الامم السابقة التي تسعى الى تخليد ذكراها عن طريق انشاء المباني الضخمة
و السبب الثانييرجع الى كون سكيكدة كانت بلدة صغيرة و لم تكن في يوم من الايام عاصمة لملك او أمير كما خضعت للدولة الحمادية و سكنها الهلاليون كما كانت جزءا من الدولة الحفصية بالجزائر 628-941هـ كما كان ميناء سطورا من مراسي الجزائر العظمى في عهد الموحدين و خلال دخول العثمانيين دخلت سكيكدة ضمن بايلك قسنطينة.
دخول الفرنسيين إلى سكيكدة
في يوم 13 أكتوبر 1837 احتل الجيش الفرنسي مدينة قسنطينة بعد قتال عنيف ومقاومة بطولية ومن ثم بدأت السلطات الاستعمارية البحث عن منفذ نحو البحر أقرب إلى قسنطينة من ميناء القل ذو المسالك الوعرة والخطيرة بالنسبة للغزاة، فأرسلت الجنرال نيقرتي للتعرف على سكيكدة وميناء ستورا وهكذا ثم الاحتلال الفوري للمنطقة.
وانطلق الجنرال نيقرتي يوم 7 أفريل 1838 من قسنطينة على رأس جيشه ووصل في 9 أفريل إلى حوض رمضان جمال بتراب قبيلة بني مهنة وفي نفس اليوم وعلى الساعة الثانية بعد الزوال وقف نيقرتي أمام أطلال روسيكا دا بالربوة التي أطلق عليها اسمه (Le mamelon Negerier والمعروفة باسم دار بن حورية واستقبل هناك القائد السعودي الذي اختار أن يكون عميلا يخدم مصالح الاستعمار بعدما خدم العثمانيين.
وفي الوقت الذي تقابل فيه القائد السعودي مع الجنرال نيفرتي أطلقت النيران من الربوات المجاورة على الجيش الاستعماري وأجبرته على الرحيل في الصباح، وهكذا اتجه نيقرتي إلى ستورا التي كانت تكسو قممها غابات الفلين الكثيفة وفي هذه المرتفعات وبوادي زرزور بالضبط اعترض العدو ومقاومون مشاة مع بعض الفرسان 3000 مقاوم وأطلقت النيران بشدة وخلفت العديد من القتلى والجرحى.
ابتداءا من شهر أوت من نفس السنة تولى الجنرال فالى (Valée) الحكم العام للجزائر وأمر باحتلال سكيكدة التي وصل إليها يوم 7 أكتوبر 1838، وأسس بها مركزا عسكريا دائما وأقيمت القيادة العامة بمكان معبد بيلون : القلعة الرومانية أي المكان الذي شيد فيه فندق السلام في السبعينات الأخيرة.
وفي نفس الوقت الذي وصل فيه وجد فالي بخليج سطورة سفينة لوسفينكس
(le sphinx) القادمة من ميناء عنابة والتي كانت تحمل عتادا حربيا ومواد غذائية وفي ليلة 7 إلى 8 أكتوبر أطلقت النيران على مواقف الجيش الاستعماري ومع اشتداد المقاومة اختير واد الزرامنة لبناء المدينة الاستعمارية على أطلال روسيكاد، وقرر تهديم السيرك العتيق لتطويقها بجدار ذو أربعة أبواب : باب البحر شمالا (مكان النزل البلدي) وباب قسنطينة جنوبا (مكان النصب التذكاري لعشرين أوت 1955) وباب الأوراس غربا في مرتفع سكيكدة، ورغم وجود الجدار استطاع المقاومون الدخول إلى وسط المدينة لتنفيذ عملياتهم.
استمرت المقاومة ضد الاحتلال بمنطقة سكيكدة حتى سنة 1860 وتزعمها بعد سي زغدود سيدي محمد بودالي وبوسبع وسيدي محمد ولد رسول الله. ومحمد بن عبد الله، وفي نفس الفترة شيد مسجد سيدي علي الديب 1844/1846 وبلدية سكيكدة 1848 الكائنة بنهج بوجمعة لباردي وشيد أيضا المسرح البلدي الجميل.
في سنة 1945 فتحت مطبعة في المدينة ونشرت أول صحيفة محلية اسمهاle (courrier de philippe vill) أي بريد فليب فيل، ويجدر الذكر أن المدينة اتخذت تسمية فليب فيل يوم 17 نوفمبر 1838 )بعدما أخذت مدة شهر اسم (fort de france) أي حصن فرنسا) تمجيدا للملك الفرنسي لويس فيلب
ولاية سكيكدة في الحركة الوطنية
في العهد الاستعماري كادت ولاية سكيكدة الحلية إحدى الدوائر الكبرى لعمالة قسنطينة تتوسط الجزء الشمالي منها ، وبسبب موقعها الجغرافي المتميز استقر بها عدد معتبر من المعمرين واقامو المنشات التي تخدم استيطانهم موزعة بشكل يؤطر ويحاصر الأهالي ثم أستو لو على أجواد الأراضي الزراعية وانتزعوها من ماليكيها واستوطنوها ،وأهم مدنها سكيكدة ،القل الحروش عزابة وغيرهم هم من القرى ،
و قد كان التركيز على مدينة سكيكدة فيليب فيل ملفتا للانتباه،
لقد كان دخول الاستعمار الفرنسي الى مدينة سكيكدة يوم 9، أفريل 1938 ،و اصطدم بمقاومات عنيفة و متتالية من السكان الأهالي في مختلف القرى و الدواوير و المشاتي و إن كانت غير منظمة إلا إن المقاومة كانت واستمرت و برز فيها مقاومون عنيدون سجلوا بطولات أمثال بوبقرة و زغدود،
ومع مطلع القرن العشرين سنة1904 عمال ميناء مدينة سكيكدة يخرجون في مظاهرة احتجاجية
و يرفعون العلم الوطني ( في شكل تقريبي للعلم الوطني الحالي) لأول مرة ،
1914ـ 1920 احتاج و تمرد بعض الشباب ضد التجنيد الاجباري للحرب العالمية الأولى و ظهور ما يسمى بالخارجين عن القانون ـ في نظر الاستعمار ـ المدافعين عن الشرف و حركة الأمير خالد تسجل نشاطها في سكيكدة ،
أما الحركة الوطنية بمفهومها السياسي التاريخي المتعارف عليه فإن ولاية سكيكدة كانت مسرحا نشطا لها ، فعلى امتداد سنوات الثلاثينات و الأربعينات و بداية الخمسينات حتى اندلاع ثورة نوفمبر 1954 كانت الساحة السياسية الوطنية نشطة جدا في هذه المنطقة ، وكل التشكيلات السياسية المعروفة آنذاك سجلت حضورها بدرجات متفاوتة ، بالإضافة إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي نشطت في مجالها الإصلاحي المعروف ،كمحاربة الطرقية و فتح المدارس الحرة لتعليم اللغة العربية مثل مدرسة الإرشاد بسكيكدة،
أما الساحة السياسية للحركة الوطنية في سكيكدة فقد كان يحتلها بشكل واسع و يؤطرها تأطيرا محكما و دون منافس ، ح- الشعب الجزائري ـ حركة الانتصار للحريات الديمقراطية ـ منذ انطلاقته بنجم الشمال الإفريقي و كل التطورات و الإحداث التي تعاقبت عليه حتى تأسيس المنظمة السرية ، ثم اكتشافها الى الأزمة التي تعرض لها وانقسامها حتى التحضير لثورة نوفمبر 1954 ،
كل الأحداث التي عاشها هذا الح-كانت سكيكدة ميدان حيويا لها،
ـ منذ الثلاثينات كان من سكيكدة ثلاثة أعضاء قياديين في ح-الشعب و هم مسعود بوقدوم و موسى بوالكروة عضوان في اللجنة المركزية و حسين لحول عضو اللجنة المركزية و أمين عام الح- ،
ـ دائرة سكيكدة ( الدائرة السياسية في تنظيم الح-) بأقسامها الأربعة سكيكدة ، القل عزابة الحروش كانت تعد من الدوائر الكبرى على المستوى الوطني لهذا الح-،
8 ماي 1945
نظمت حركة الانتصار للحريات الديمقراطية في سكيكدة مسيرة كبرى يوم 8 ماي 1945 رفع خلالها العلم الوطني
( في شكله الحالي ) وانطلقت عبر شارع بشير بوقدوم حاليا واجتازت ساحة الشهداء حتى تصدت لها وفرقتها قوات الأمن الاستعماري و أعقبتها ملاحقات واعتقالات في صفوف المناضلين،
1947
ـ انتخابات المجالس و تأسيس المنظمة السرية
عن دخول حركة الانتصار للحريات الديمقراطية بمرشحها في مختلف انتخابات المجالس البلدية والجهوية والمجلس الجزائري والفوز الذي حققته فيها رغم مضايقات الإدارة الاستعمارية دليل يؤكد مدى انتشار هذه الحركة و قوة تأطيرها للشعب الجزائري في هذه المنطقة ،
ومن المناضلين المرشحين باسم حركة الانتصار الفائزين في مختلف المجالس
بوقدوم المدعو سي الحواس ، العربي دماغ العتروس، زيغود يوسف ، علي منجلي ، بشير بوقدوم ، لساق عبد الحميد و غيرهم .
المنظمة السرية :
مع بداية تشكيل الحركة السرية من طرف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية تشكلت الخلايا السرية لهذا التنظيم بولاية سكيكدة ،
في كل من سكيكدة الحروش ،القل، عزابة
و كان المشرفون و المراقبون الجهويون كثيرا ما يزورون مدينة سكيكدة في جولات تفقدية تنظيمية سرية أمثال محمد بوضياف ، ديدوش مراد ، زيغود يوسف ، وبرز من المسئولين المحليين للمنظمة السرية سكيكدة بوكرمة بوجمعة المدعو عيسى ،
1950
اكتشاف المنظمة السرية (مؤامرة 1950
على إثر حادثة تبسة ، كشف البوليس الاستعمار حقيقة المنظمة السرية و حجز وثائق تواجدها عبر الوطن،
تعرض منزل المناضل بوكرمة بوجمعة المدعو عيسى سكيكدة على محاصرة البوليس ببيانات تؤكد تواجد مخزن الأسلحة و فعلا وجده ، فاحتجز كمية معتبرة من الأسلحة و ألقي القبض على بوكرمة بوجمعة وواصلوا ملاحقة مناضلين المنظمة السرية الذي كان عددهم كبير بولاية سكيكدة
1953ـ1954
أزمة حركة الانتصار للحريات الديمقراطية
خلال هذه الفترة كثر نشاط المبعوثين من مختلف الأطراف الثلاثة التي أل إليها الح-بعد انقسامه ،فهذا مبعوث يشرح موقف رئيس الح-ميصالي الحاج وذاك مبعوث يشرح موقف المركزيين والآخر يستمع و يبلغ بحكمة رأي الطرف المحايد للطرفين المتصارعين و مؤيد بإلحاح للعمل الثوري المباشر المسلح و أخيرا استقرت - النضالية في أغلبها عبر ولاية سكيكدة لهذا الطرف الحكيم و بقي المناضلون رهن إشارة ديدوش مراد وزيغود يوسف حتى جاء يوم الفصل ،
ثورة التحرير الوطني 1 نوفمبر 1954
على إثر الاجتماع التاريخي لمجموعة 22 و تقرير تفجير الثورة قسمت الجزائر إلى (5) مناطق كما هو معلوم و أصبحت ولاية سكيكدة تابعة لمنطقة الثانية (2) الشمال القسنطيني و تسمى اصطلاحا منطقة السمندو تحت قيادة الشهيد البطل ديدوش مراد و مساعدة زيغود يوسف ، لخضر بن طوبال مصطفى بن عودة ،
وفي ليلة أول نوفمبر 1954 تشكل فوجان من المجاهدين الأوائل فوج هاجم ثكنة الجند رمة بمدينة السمندو و آخر حرق مستودع الفلين بمدينة الحروش و بذلك سجلت الانطلاقة المسلحة لثورة نوفمبر 1954 في هذه المنطقة و شهد شهر نوفمبر و ديسمبر 54 عملا ثوريا نشيطا بالمنطقة تمثل في العمليات الفدائية و التخريبية للمنشآت الاقتصادية للاستعمار خاصة قطع أعمدة الهاتف و الكهرباء و مهاجمة مزارع المعمرين إلى جانب العمل التنظيمي الثوري عبر الدواوير و المشاتي تمثل في جمع الأسلحة و شرح القضية والتجنيد لها ،
و مواجهة لذلك قامت السلطات الاستعمارية بملاحقة مناضلين حركة الانتصار للحريات الديمقراطية واعتقالهم
*استشهاد القائد ديدوش مراد
18 جانفي 1955قوات العدو تحاصر منطقة التوميات مشتى الصوادقية حيث كان يوجد فوج من المجاهدين مع قادة المنطقة الثانية وجرت المعركة واد بوكركر التي استشهد فيها القائد والبطل ديدوش مراد،
المنطقة الثانية تواصل تحت قيادة زيغود يوسف تواصل نشاطها الثوري والعمليات الفدائية تخريب المنشات الاقتصادية للعدو الى جانب العمل التنظيمي.
هجومات 20/أوت /1955
على الشمال القسنطيني
يوم السبت 20اوت 1955 على الساعة 12 باظبط فاجأ جيش التحرير الوطني قوات العدو بهجومات شاملة في مركزه عبر مدن وقرى الشمال القسنطيني وكان تراب ولاية سكيكدة الحالية ميدانا لهذه الهجومات بكل مدنها وقراها ،فقد استهدفت الهجومات مدينة سكيكدة ،فلفلة ،الحدائق ،رمضان جمال ،الحروش ،مزاج الدشيش ،سيدي مزغيش ،القل ،عزابة ،جندل،
صالح بوشعور،عين بوزيان ،ودم البقرات هذا الى جانب المدن والقرى خارج ولاية سكيكدة حاليا ،السمندو،قسنطينة ،عين عبيد، واد زناتي ،قالمة ،بوعاتي،والميلية وغيرها،
وكانت مدينة سكيكدة قد استهدفها الهجوم على عدة نقاط :المطار ،الزفزاف ،القبية ،ثكنة الجندارم ،محافظة الشرطة ،الدائرة الثانية ،ثكنة مانجا ،مركز الشرطة القضائية ووسط المدينة كانت الهجومات شاملة ومنظمة تنظيما محكما تحت البطل زيغود يوسف الذي اجتمع بنوابه ومساعديه في لقاء تحضيري لهذه العملية التاريخية في شهر جويلية 1955المكان المسمى الزمان بلدية و بوشطاطة حاليا وتم خلاله ضبط المخطط النهائي للهجومات وتوزيع المهام والشروع في التحضيرات في سرية تامة وفي هذه الفترة التحضيرية في شهر جويلية 1955استشهد المجاهد محمود نافير في ضواحي سيدي مزغيش ،
إن الآثار الذي أحدثته هذه الهجومات على مسار الثورة كبير جدا بل اعتبرت المنعرج الحاسم في تاريخ الثورة حيث كانت عاملا حاسما في توسيع مسارها بسرعة ووضعت هذا فاصلا للتردد كما ساهمت في ذلك الحصار في منطقة الاوراس هذا على المستوى الداخلي وعلى المستوى الخارجي فكان صداها واسعا وكان رد فعل العدو على ضربات جيش التحرير الوطني هو الإنتقام من الشعب فارتكب مجازر رهيبة و إبادة جماعية في مختلف الأماكن التي جرت فيها الهجومات و أبرزها مجازر ملعب 20أوت 1955 كانت عملية عملية عسكرية ثورية محكمة التنظيم ذات فعاليةفي التنفيذ باهضة الثمن في الأرواح إثني عشرة ألف ( 12000 ) شهيد و لكن نتائجها عظيمة جدا على مسار الثورة بصفة عامة داخليا و خارجيا،
و من ثمة استحقت ولاية سكيكدة تسمية 20 أوت 1955
بعد هجومات 20أوت 1955 شهدت أواخر هذه السنة تعزيزات عسكرية رهيبة بسكيكدة و ضواحيها و كان ميناء المدينة لا تنقطع به الحركة ، إنزال الجيوش الإستعمارية و العتاد العسكري المتطور القادم من وراء البحر و توسعت عمليات التمشيط و الاعتقالات و القتل دون محاكمات في كل مكان هذا من جهة قوات العدو أما جيش التحرير الوطني فقد أصبح يتحكم في زمام المبادرة أكثر فأكثر و يستقبل أفواج المتطوعين من الشباب للإلتحاق بصفوف الثورة و يعززمنا نشاط التنظيم و في 22 نوفمبر 1955 استشهد المجاهد بشير بوقادوم بضواحي سيدي مزغيش.
1956
استشهادالقائدالبطل زيغود يوسف
مع مطلع سنة 1956 استمرهذا الوضع من جانب الإستعمار مواصلة عمليات التمشيط بقوات هائلة تدخلت الأسلحة و عمليات الإبادة الجماعية سواء لمشتى أو دوار بكامله أو عائلة مقصودة بداتها كما حدث في ماي 1956 في مشتى عين حلوف الكاف بمجاز الدشيش ومن جانب جيش التحريرالوطني تنظيم فعال لعمليات عسكرية فعالة كما حدث في معركة الحمري الشهيرة بقيادة القائد زيغود يوسف شخصيا يوم 12 ماي 1956 و كانت معركة مظفرة انتصر فيها المجاهدون انتصارا باهرا خلفت عدد كبير من القتلى في صفوف العدو ومكنت المجاهدين من كسب كمية معتبرة من الأسلحة .
19 ماي 1956 ( إضراب الطلبة )
يوم 19 ماي 1956 كان طلبة و تلاميذ ثانوية العربي التبسي و مدرسة الإرشاد على موعد مع الحدث و سجلوا إضراب عن الدراسة و التحق العديد منهم بالثورة على رأسهم الشهيد عبد الحميد العمراني
جوان 1956 مجموعة من الفدائيين تهاجم مدينة سكيكدة و تضع (9) تسع قنابل في أماكن مختلفة
انفجرت منها (7 ) في آن واحد أحدثت خسائر كبيرة في أماكن تواجد العدو في الأرواح و الممتلكات واستشهد المجاهد الفدائي بوثلجة المدعو ديلانجار بعد اشتباك عنيف مع قوات العدو وسط المدينة .
و تضاعفت العمليات الفدائية إلى جانب عمليات تخريب منشآت العدو و تطورت الأحداث بسرعة فائقة في الميدان العسكري الثوري إذ أصبحت وحدات جيش التحرير الوطني تهاجم بسرعة و فعالية و في الميدان التنظيمي شرعت المنطقة الثانية في التحضير لعقد مؤتمر الصومام
المؤتمر التمهيدي في بو الزعرور
في آخر شهر جوان بداية شهر جويلية 1956 أشرف قائد المنطقة الثانية زيغود يوسف على اجتماع كبير في المكان المسمى بوالزعرور بجبال القل تحضيرا لمؤتمر الصومام 20 أوت 1956.
23 سبتمبر 1956
استشهاد القائد البطل زيغود يوسف .
عاد القائد زيغود يوسف من مؤتمر الصومام الذي شارك فيه على رأس وفد هام وهو في طريقه وفي المكان المسمى الحمري بالقرب من سيدي مزغيش حاصرته قوات العدو و كان معه عدد قليل من المجاهدين فاشتبك المجاهدون مع قوات العدو في معركة غير متكافئة العدة و العدد استشهد خلالها القائد البطل زيغود يوسف بعد أن أدى واجبه المقدس كاملا إلى جانب أربعة من رفقائه المجاهدين استشهدوا في ميدان الشرف.
بعد استشهاد القائد البطل زيغود يوسف تواصلت العمليات الثورية بضراوة في المنطقة الثانية الولاية الثانية الآن بعدمؤتمر الصومام تحت قيادة العقيد لخضر بن طوبال وبدأ التنظيم الجديد المنبطق عن مؤتمر الصومام تأخد مكانها سياسيا و عسكريا فأنشأت المناطق ( مفهوم المنطقة تغير ) و النواحي والأقسام فأصبحت ولاية سكيكدة الحالية ضمن المنطقة الولائية الثانية وتعاقبت عليها تغيرات تنظيمية متتالية حتى الاستقلال كما هو مبين في خريطة التقسيم الإداري الثوري لاحقا واشتد لهيب الثورة في هذه المنطقة و سجلت في الميدان العسكري معارك واشتباكات عديدة كان يبادر بها المجاهدون كرد فعل على الدعاية الاستعمارية المروجة لفكرة الفشل الذي أصاب الثورة بعد استشهاد البطل زيغود يوسف وهكذا سجلت معارك مظفرة في كل أنحاء الولاية :
ـ معركة عين الكرمة ( بين الويدان ) أكتوبر 1956
ـ معركة بوغلام (أم الطوب ) أكتوبر 1956
ـ معركة جبل القلعة ( الغدير ) أكتوبر 1956
ـ معركة واد القصب ( صالح بوالشعور ) نوفمبر 1956
ـ معركة زكرانة (بني والبان )
ـ معركة التوميات ( عيون بوزيان ) 25 ديسمبر 1956
ـ معركة واد سلسلة ( بوشطاطة )
ـ معركة تانقوت ( السبت ) ديسمبر 1956
معركة الدوير ( الزيتونة ) ديسمبر 1956
لما لاحظ العدو هذا التصاعد المتزايد في قوة الثورة شرع في تطبيق اسلوب
اْْخر إضافة إلى العمليات العسكرية و هو ترحيل سكان الأرياف و جمعهم في محتشدات تحيط بالمدن و القرى و معسكراته و شهدت أواخر سنة 1956 بداية هذا الأسلوب الجديد في مواجهة الثورة 0
ولاية سكيكدة في التنظيم الإدارى للثورة
تنفيد لمقررات مؤتمر الصومام (20 أوت 1956 ) الهياكل الجديدة للتنظبم الإداري و السياسي و العسكري للثورة و تحول مفهوم المنطقة الثانية الولاية الثانية و أعطى مفهوم جديد لمصطلح المنطقة و بموجب ذلك أصبحت ولاية سكيكدة الحالية ضمن المنطقة الثانية و الثالثة و الرابعة للولاية التارخية الثانية تماشيا مع التغيرات و التطور المتنامي من سنة 56 إلى 1962 و كما هو معروف قسمت المناطق إلى نواحي إلى أقسام و أنشأت المجالس ووحدات الفدا و شبكات التمويل و النظام الصحي للثورة عبر الولاية ( أنظر الخريطة المرفقة )
التنظيم الصحي للثورة
مع تصاعد الثورة و تطوراتها الإيجابية في الميدان العسكري لجيش التحرير الوطني و التنظيم الإداري السياسي لجبهة التحرير الوطني كان لابد من التفكير في وضع نظام صحي يتماشى وهذا التطور و تم تكليف المجاهد الدكتور محمد تومي بتنظيم هذا الجهاز ووضعه في المستوى اللائق حسب الإمكان .
و فعلا هذا ما حصل إذ أصبح للولاية الثانية مستشفى منظم حسب ظروف الثورة في مكان المسمى جراح بالقرب من مقر الولاية الثانية في حجر مفروش
عنه مجموعة من الوحدات الإستشفائية القارة أحيانا و المتنقلة أحيانا أخرى يؤطرها الدكتور تومي بمساعدة لمين خن يشرفون على عدد معتبر من الممرضين و الممرضات .
نظام التمويل
إشتمل نظام التمويل على شبكة واسعة جدا من المراكز القارة أو كازمات التخزين للمؤونة التى يتم جمعها بواسطة المناضلين و قد بلغ عدد مراكز جيش التحرير الوطني عبر الولاية : 270 مركزا دائما و مؤقتا .
المحتشدات
بعد تصاعد الثورة و عجز قوات العدو عن مواجهة جيش االتحرير الوطني المعززة بدعم الشعب لجأ الإستعمار منذ أواخر سنة 1956 إلى ترحيل السكان من الأرياف وتجمعيهم في محتشدات في ضواحي المدن والقرى ومعسكراته وبذلك ظهر نظام المحتشدات التي بلغ عددها في ولاية سكيكدة 67 محتشدا وهي أكواخ محاطة بالأسلاك الشائكة يتوسطه امكتب لاصاص وتعلوها أبراج المراقبة والدخول بالاذن بالمرور Laisser passer وبقي النضال مستمرا من داخل المحتشدات.
.
إنتشار قوات العدو في ولاية سكيكدة
:مراكز جيش العدو 79 ثكنة و معسكرا .
ثكنات الجندرمة 10
مكاتب الشؤون الهلية لاصاص 62
محافظات الشرطة 4 غير البوليس السياسي و غير شبكة العملاء و غير القوات المتنقلة
القواعد البحرية العسكرية 2
مطارات عسكرية 1 دائم و طائرات الهيليكوبتر تحط في كل مكان
السجون في كل ثكنة و المكتب الثاني و الشرطة القضائية يوجد سجنا في كل منها زيادة على السجون المعتادة.
مراكز التعذيب المتخصصة
تفنن الاستعمار الفرنسي في تعذيب الجزائريين و أحدث لذلك مراكز خاصة بلغ عددها 12 مركزا مجهزا بأحدث و أبشع وسائل التعذيب التي تجاوزت في بشاعتها ما استعملته النازية في وقتها و هي :
- مركز منزل الأبطال بعزابة.
- مركز الباصو الحروش
- مركز رمضان جمال
- مركز الباطوار بني مالك سكيكدة
- مركز المكتب الثاني ثكنة مانجا سكيكدة
- مركز الشرطة القضائية سينما الريفولي سكيكدة
- مركز اللفيف الأجنبي جان دارك العربي بن مهيدي
- مركز الطرس أولاد عطية
- مركز لمقاتل أولاد عطية
- مركز الطبابة القل
- مركز تالزة القل
-مركز عين زبدة
أماكن القتل الجماعي
قام العدو بمجازر رهيبة ضد شعبنا في هذه المنطقة و عرفت أماكن عديدة من تراب الولاية عمليات الإبادة الجماعية و بلغ عددها 16 مكانا .
في كل من سكيكدة ، فلفلة ، الحدائق ، مزاج الدشيش ، جندل ، سيدي مزغيش ، الحروش ، رمضان جمال ، القل ، عزابة ، عين شرشار ، زردازة .
1960 مظاهرات 11ديسمبر
كغيرها من المدن الجزائرية كانت مدينة سكيكدة و عزابة على موعد يوم 11 ديسمبر 1960
و نظمت مظاهرات رفع فيها العلم الوطني و جابت الشوارع يؤطرها مناضلون و مناضلات عبر المتظاهرون من خلالها عن موقفهم الواضح و تجنيدهم تحت لواء جبهة التحرير الوطني و لا بديل غير الإستقلال التام .
أهم المعارك الكبرى عبر ولاية سكيكدة
ـ معركة واد بوكركر واستشهد القائد ديدوش مراد 18 جانفي 1955
ـ هجومات 20 أوت 1955
ـ معركة بورزام ماي 1956
ـ معركة الحمري 23 سبتمبر 1956 استشهاد القائد زيغود يوسف
ـ معركة كتاب الولاية الثانية جانفي 1957
ـ معركة زقار الأولى ماي 1957
ـ معركة عين القصب مليلة 1957
ـ معركة مليلة الكبرى 1957 بقيادة علي منجلي و هي أكبر المعارك عبر الولاية بعد هجومات 20أوت 1955
ـ معركة أم المدافع مليلة عزابة اين استشهد فيها ليتيم محمد المدعو بتي
ـ معركة قافلة الولاية الثالثة سطيحة 1958 مجاز الدشيش
ـ معركة كاف أو النار زردازة 1961
ـ معركة الحجرة البيضاء العالية 1961
ـ معركة أم الطوب 26 أفريل 1961 استشهد فيها مسعود بوجريو
1962
آخر معركة
استمرت الثورة في هذه المنطقة بكل ضراوة حتى توقيف القتال و قد كانت آخر معركة يوم 16 مارس 1962 بضواحي عين الزويت استشهد خلالها القائدان قويسم عبد الحق مسؤول منطقة و محمد الصالح دهيلي مسؤول ناحية فرحم الله الشهــــــــداء.
أماكن استشهاد القادة عبر الولاية
ـ الحمري سيدي مزغيش مكان استشهاد زيغود يوسف
ـ الحمري سيدي مزغيش مكان استشهاد بشير بوقدوم
ـ الحمري سيدي مزغيش مكان استشهاد محمود نفير
ـ عين الزويت . مكان استشهاد قويسم عبد الحق و محمد الصالح الدهيلي
ـ ام الطوب .مكان استشهاد مسعود بوجريو
ـ الغدير .مكان استشهاد حمروش حمودي
ـ الحروش . مكان استشهاد علي عبد النور
ـ حبايش مكان استشهاد كتابة الولاية الثانية و عباس بوراس و بن مهيدي الطاهر و قروج محمد و الطيب فرحات
ـ مليلة عين شرشار مكان استشهاد صبوع محمد و زيدي يوسف المدعو بالباشي و لتيم المدعو بتي
ـ بني والبان مكان استشهاد حمادي كرومة
ـ عين بوزيان مكان استشهاد محمد دخيل المدعو الريواية
ـ السبت مكان استشهاد عوادي عمار المدعو بانديش.
قادة الولاية التارخية الثانية حسب الترتيب الزمني
من أول نوفمبر 1954 إلى 19 مارس 1962
ـ العقيد الشهيد ديدوش مراد
ـ العقيد الشهيد زيغود يوسف
ـ العقيد المجاهد لخضر بن طوبال
ـ العقيد المجاهد علي كافي
ـ العقيد المجاهد صالح بوبنيدر
الفترة النوميدية
احتل النومديون الاقليم الواسع الذي يمتد من الحدود التونسية الى غرب الولاية حيث كانوا يمارسون التجارة على شكل قبائل و مجموعات و كانوا يعيشون في خيام مصنوعة من جلود الحيوانات و كانوا يشكلون مملكتين الماسيليين و الماسيسيليين
الفترة الفينيقية
عرف الفينيقيون بمهارتهم في الملاحة البحرية لذلك كان يجب عليهم تجاوز محيطات و بحار لبلوغ اهدافهم التوسعية .
بين القرن 11و12 ق.م ظهرت للوجود كل المنشآت المرفئية ،روسيكادا، شولو، تصاف تصاف . و رزسيكادا كلمة من قسمين رو و اوكااالتي تعني رأس المنارةو كان الفيقيون يشعلون النار فوق طف الجبل الاخل ف البحر كل ليلة حتى يوهوا البحارةالقادمين من شرق حو ستورا و تعني آلهة الحب و الجمال عد الفييقيين و تعني ايضا الستر و الحماية حيث تعتبر الالهة الحافة للبحارة ن الرياح العنيفة ، وخلال هذه الفترة اصبحت المدينة المركز حساس لكل النشاطات التجارية
الفترة الرومانية
بعد سقوط قرطاج سيطر الرومان على بلاد المغرب بما فيها سكيكدة و استمرت سيطرتهم حوالي 6 قرون ، فقاموا بانشاء الحصون و المعابد و التماثيل و بناء المسرح الروماني الذي مازال قائما الى حد الساعة ، وعرفت عصرها الذهبي خلال حكم الانتونيس في القرن الثاني ميلادي و عرفت بمدينة الرخام والرخاء
دخول الاسلام
كان دخول الاسلام الى سكيكدة حوالي 59هـ و لم يخلف المسلمون الاوائل اثارفي سكيكدة لسببين
انهم لم يكونوا من الامم السابقة التي تسعى الى تخليد ذكراها عن طريق انشاء المباني الضخمة
و السبب الثانييرجع الى كون سكيكدة كانت بلدة صغيرة و لم تكن في يوم من الايام عاصمة لملك او أمير كما خضعت للدولة الحمادية و سكنها الهلاليون كما كانت جزءا من الدولة الحفصية بالجزائر 628-941هـ كما كان ميناء سطورا من مراسي الجزائر العظمى في عهد الموحدين و خلال دخول العثمانيين دخلت سكيكدة ضمن بايلك قسنطينة.
دخول الفرنسيين إلى سكيكدة
في يوم 13 أكتوبر 1837 احتل الجيش الفرنسي مدينة قسنطينة بعد قتال عنيف ومقاومة بطولية ومن ثم بدأت السلطات الاستعمارية البحث عن منفذ نحو البحر أقرب إلى قسنطينة من ميناء القل ذو المسالك الوعرة والخطيرة بالنسبة للغزاة، فأرسلت الجنرال نيقرتي للتعرف على سكيكدة وميناء ستورا وهكذا ثم الاحتلال الفوري للمنطقة.
وانطلق الجنرال نيقرتي يوم 7 أفريل 1838 من قسنطينة على رأس جيشه ووصل في 9 أفريل إلى حوض رمضان جمال بتراب قبيلة بني مهنة وفي نفس اليوم وعلى الساعة الثانية بعد الزوال وقف نيقرتي أمام أطلال روسيكا دا بالربوة التي أطلق عليها اسمه (Le mamelon Negerier والمعروفة باسم دار بن حورية واستقبل هناك القائد السعودي الذي اختار أن يكون عميلا يخدم مصالح الاستعمار بعدما خدم العثمانيين.
وفي الوقت الذي تقابل فيه القائد السعودي مع الجنرال نيفرتي أطلقت النيران من الربوات المجاورة على الجيش الاستعماري وأجبرته على الرحيل في الصباح، وهكذا اتجه نيقرتي إلى ستورا التي كانت تكسو قممها غابات الفلين الكثيفة وفي هذه المرتفعات وبوادي زرزور بالضبط اعترض العدو ومقاومون مشاة مع بعض الفرسان 3000 مقاوم وأطلقت النيران بشدة وخلفت العديد من القتلى والجرحى.
ابتداءا من شهر أوت من نفس السنة تولى الجنرال فالى (Valée) الحكم العام للجزائر وأمر باحتلال سكيكدة التي وصل إليها يوم 7 أكتوبر 1838، وأسس بها مركزا عسكريا دائما وأقيمت القيادة العامة بمكان معبد بيلون : القلعة الرومانية أي المكان الذي شيد فيه فندق السلام في السبعينات الأخيرة.
وفي نفس الوقت الذي وصل فيه وجد فالي بخليج سطورة سفينة لوسفينكس
(le sphinx) القادمة من ميناء عنابة والتي كانت تحمل عتادا حربيا ومواد غذائية وفي ليلة 7 إلى 8 أكتوبر أطلقت النيران على مواقف الجيش الاستعماري ومع اشتداد المقاومة اختير واد الزرامنة لبناء المدينة الاستعمارية على أطلال روسيكاد، وقرر تهديم السيرك العتيق لتطويقها بجدار ذو أربعة أبواب : باب البحر شمالا (مكان النزل البلدي) وباب قسنطينة جنوبا (مكان النصب التذكاري لعشرين أوت 1955) وباب الأوراس غربا في مرتفع سكيكدة، ورغم وجود الجدار استطاع المقاومون الدخول إلى وسط المدينة لتنفيذ عملياتهم.
استمرت المقاومة ضد الاحتلال بمنطقة سكيكدة حتى سنة 1860 وتزعمها بعد سي زغدود سيدي محمد بودالي وبوسبع وسيدي محمد ولد رسول الله. ومحمد بن عبد الله، وفي نفس الفترة شيد مسجد سيدي علي الديب 1844/1846 وبلدية سكيكدة 1848 الكائنة بنهج بوجمعة لباردي وشيد أيضا المسرح البلدي الجميل.
في سنة 1945 فتحت مطبعة في المدينة ونشرت أول صحيفة محلية اسمهاle (courrier de philippe vill) أي بريد فليب فيل، ويجدر الذكر أن المدينة اتخذت تسمية فليب فيل يوم 17 نوفمبر 1838 )بعدما أخذت مدة شهر اسم (fort de france) أي حصن فرنسا) تمجيدا للملك الفرنسي لويس فيلب
ولاية سكيكدة في الحركة الوطنية
في العهد الاستعماري كادت ولاية سكيكدة الحلية إحدى الدوائر الكبرى لعمالة قسنطينة تتوسط الجزء الشمالي منها ، وبسبب موقعها الجغرافي المتميز استقر بها عدد معتبر من المعمرين واقامو المنشات التي تخدم استيطانهم موزعة بشكل يؤطر ويحاصر الأهالي ثم أستو لو على أجواد الأراضي الزراعية وانتزعوها من ماليكيها واستوطنوها ،وأهم مدنها سكيكدة ،القل الحروش عزابة وغيرهم هم من القرى ،
و قد كان التركيز على مدينة سكيكدة فيليب فيل ملفتا للانتباه،
لقد كان دخول الاستعمار الفرنسي الى مدينة سكيكدة يوم 9، أفريل 1938 ،و اصطدم بمقاومات عنيفة و متتالية من السكان الأهالي في مختلف القرى و الدواوير و المشاتي و إن كانت غير منظمة إلا إن المقاومة كانت واستمرت و برز فيها مقاومون عنيدون سجلوا بطولات أمثال بوبقرة و زغدود،
ومع مطلع القرن العشرين سنة1904 عمال ميناء مدينة سكيكدة يخرجون في مظاهرة احتجاجية
و يرفعون العلم الوطني ( في شكل تقريبي للعلم الوطني الحالي) لأول مرة ،
1914ـ 1920 احتاج و تمرد بعض الشباب ضد التجنيد الاجباري للحرب العالمية الأولى و ظهور ما يسمى بالخارجين عن القانون ـ في نظر الاستعمار ـ المدافعين عن الشرف و حركة الأمير خالد تسجل نشاطها في سكيكدة ،
أما الحركة الوطنية بمفهومها السياسي التاريخي المتعارف عليه فإن ولاية سكيكدة كانت مسرحا نشطا لها ، فعلى امتداد سنوات الثلاثينات و الأربعينات و بداية الخمسينات حتى اندلاع ثورة نوفمبر 1954 كانت الساحة السياسية الوطنية نشطة جدا في هذه المنطقة ، وكل التشكيلات السياسية المعروفة آنذاك سجلت حضورها بدرجات متفاوتة ، بالإضافة إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي نشطت في مجالها الإصلاحي المعروف ،كمحاربة الطرقية و فتح المدارس الحرة لتعليم اللغة العربية مثل مدرسة الإرشاد بسكيكدة،
أما الساحة السياسية للحركة الوطنية في سكيكدة فقد كان يحتلها بشكل واسع و يؤطرها تأطيرا محكما و دون منافس ، ح- الشعب الجزائري ـ حركة الانتصار للحريات الديمقراطية ـ منذ انطلاقته بنجم الشمال الإفريقي و كل التطورات و الإحداث التي تعاقبت عليه حتى تأسيس المنظمة السرية ، ثم اكتشافها الى الأزمة التي تعرض لها وانقسامها حتى التحضير لثورة نوفمبر 1954 ،
كل الأحداث التي عاشها هذا الح-كانت سكيكدة ميدان حيويا لها،
ـ منذ الثلاثينات كان من سكيكدة ثلاثة أعضاء قياديين في ح-الشعب و هم مسعود بوقدوم و موسى بوالكروة عضوان في اللجنة المركزية و حسين لحول عضو اللجنة المركزية و أمين عام الح- ،
ـ دائرة سكيكدة ( الدائرة السياسية في تنظيم الح-) بأقسامها الأربعة سكيكدة ، القل عزابة الحروش كانت تعد من الدوائر الكبرى على المستوى الوطني لهذا الح-،
8 ماي 1945
نظمت حركة الانتصار للحريات الديمقراطية في سكيكدة مسيرة كبرى يوم 8 ماي 1945 رفع خلالها العلم الوطني
( في شكله الحالي ) وانطلقت عبر شارع بشير بوقدوم حاليا واجتازت ساحة الشهداء حتى تصدت لها وفرقتها قوات الأمن الاستعماري و أعقبتها ملاحقات واعتقالات في صفوف المناضلين،
1947
ـ انتخابات المجالس و تأسيس المنظمة السرية
عن دخول حركة الانتصار للحريات الديمقراطية بمرشحها في مختلف انتخابات المجالس البلدية والجهوية والمجلس الجزائري والفوز الذي حققته فيها رغم مضايقات الإدارة الاستعمارية دليل يؤكد مدى انتشار هذه الحركة و قوة تأطيرها للشعب الجزائري في هذه المنطقة ،
ومن المناضلين المرشحين باسم حركة الانتصار الفائزين في مختلف المجالس
بوقدوم المدعو سي الحواس ، العربي دماغ العتروس، زيغود يوسف ، علي منجلي ، بشير بوقدوم ، لساق عبد الحميد و غيرهم .
المنظمة السرية :
مع بداية تشكيل الحركة السرية من طرف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية تشكلت الخلايا السرية لهذا التنظيم بولاية سكيكدة ،
في كل من سكيكدة الحروش ،القل، عزابة
و كان المشرفون و المراقبون الجهويون كثيرا ما يزورون مدينة سكيكدة في جولات تفقدية تنظيمية سرية أمثال محمد بوضياف ، ديدوش مراد ، زيغود يوسف ، وبرز من المسئولين المحليين للمنظمة السرية سكيكدة بوكرمة بوجمعة المدعو عيسى ،
1950
اكتشاف المنظمة السرية (مؤامرة 1950
على إثر حادثة تبسة ، كشف البوليس الاستعمار حقيقة المنظمة السرية و حجز وثائق تواجدها عبر الوطن،
تعرض منزل المناضل بوكرمة بوجمعة المدعو عيسى سكيكدة على محاصرة البوليس ببيانات تؤكد تواجد مخزن الأسلحة و فعلا وجده ، فاحتجز كمية معتبرة من الأسلحة و ألقي القبض على بوكرمة بوجمعة وواصلوا ملاحقة مناضلين المنظمة السرية الذي كان عددهم كبير بولاية سكيكدة
1953ـ1954
أزمة حركة الانتصار للحريات الديمقراطية
خلال هذه الفترة كثر نشاط المبعوثين من مختلف الأطراف الثلاثة التي أل إليها الح-بعد انقسامه ،فهذا مبعوث يشرح موقف رئيس الح-ميصالي الحاج وذاك مبعوث يشرح موقف المركزيين والآخر يستمع و يبلغ بحكمة رأي الطرف المحايد للطرفين المتصارعين و مؤيد بإلحاح للعمل الثوري المباشر المسلح و أخيرا استقرت - النضالية في أغلبها عبر ولاية سكيكدة لهذا الطرف الحكيم و بقي المناضلون رهن إشارة ديدوش مراد وزيغود يوسف حتى جاء يوم الفصل ،
ثورة التحرير الوطني 1 نوفمبر 1954
على إثر الاجتماع التاريخي لمجموعة 22 و تقرير تفجير الثورة قسمت الجزائر إلى (5) مناطق كما هو معلوم و أصبحت ولاية سكيكدة تابعة لمنطقة الثانية (2) الشمال القسنطيني و تسمى اصطلاحا منطقة السمندو تحت قيادة الشهيد البطل ديدوش مراد و مساعدة زيغود يوسف ، لخضر بن طوبال مصطفى بن عودة ،
وفي ليلة أول نوفمبر 1954 تشكل فوجان من المجاهدين الأوائل فوج هاجم ثكنة الجند رمة بمدينة السمندو و آخر حرق مستودع الفلين بمدينة الحروش و بذلك سجلت الانطلاقة المسلحة لثورة نوفمبر 1954 في هذه المنطقة و شهد شهر نوفمبر و ديسمبر 54 عملا ثوريا نشيطا بالمنطقة تمثل في العمليات الفدائية و التخريبية للمنشآت الاقتصادية للاستعمار خاصة قطع أعمدة الهاتف و الكهرباء و مهاجمة مزارع المعمرين إلى جانب العمل التنظيمي الثوري عبر الدواوير و المشاتي تمثل في جمع الأسلحة و شرح القضية والتجنيد لها ،
و مواجهة لذلك قامت السلطات الاستعمارية بملاحقة مناضلين حركة الانتصار للحريات الديمقراطية واعتقالهم
*استشهاد القائد ديدوش مراد
18 جانفي 1955قوات العدو تحاصر منطقة التوميات مشتى الصوادقية حيث كان يوجد فوج من المجاهدين مع قادة المنطقة الثانية وجرت المعركة واد بوكركر التي استشهد فيها القائد والبطل ديدوش مراد،
المنطقة الثانية تواصل تحت قيادة زيغود يوسف تواصل نشاطها الثوري والعمليات الفدائية تخريب المنشات الاقتصادية للعدو الى جانب العمل التنظيمي.
هجومات 20/أوت /1955
على الشمال القسنطيني
يوم السبت 20اوت 1955 على الساعة 12 باظبط فاجأ جيش التحرير الوطني قوات العدو بهجومات شاملة في مركزه عبر مدن وقرى الشمال القسنطيني وكان تراب ولاية سكيكدة الحالية ميدانا لهذه الهجومات بكل مدنها وقراها ،فقد استهدفت الهجومات مدينة سكيكدة ،فلفلة ،الحدائق ،رمضان جمال ،الحروش ،مزاج الدشيش ،سيدي مزغيش ،القل ،عزابة ،جندل،
صالح بوشعور،عين بوزيان ،ودم البقرات هذا الى جانب المدن والقرى خارج ولاية سكيكدة حاليا ،السمندو،قسنطينة ،عين عبيد، واد زناتي ،قالمة ،بوعاتي،والميلية وغيرها،
وكانت مدينة سكيكدة قد استهدفها الهجوم على عدة نقاط :المطار ،الزفزاف ،القبية ،ثكنة الجندارم ،محافظة الشرطة ،الدائرة الثانية ،ثكنة مانجا ،مركز الشرطة القضائية ووسط المدينة كانت الهجومات شاملة ومنظمة تنظيما محكما تحت البطل زيغود يوسف الذي اجتمع بنوابه ومساعديه في لقاء تحضيري لهذه العملية التاريخية في شهر جويلية 1955المكان المسمى الزمان بلدية و بوشطاطة حاليا وتم خلاله ضبط المخطط النهائي للهجومات وتوزيع المهام والشروع في التحضيرات في سرية تامة وفي هذه الفترة التحضيرية في شهر جويلية 1955استشهد المجاهد محمود نافير في ضواحي سيدي مزغيش ،
إن الآثار الذي أحدثته هذه الهجومات على مسار الثورة كبير جدا بل اعتبرت المنعرج الحاسم في تاريخ الثورة حيث كانت عاملا حاسما في توسيع مسارها بسرعة ووضعت هذا فاصلا للتردد كما ساهمت في ذلك الحصار في منطقة الاوراس هذا على المستوى الداخلي وعلى المستوى الخارجي فكان صداها واسعا وكان رد فعل العدو على ضربات جيش التحرير الوطني هو الإنتقام من الشعب فارتكب مجازر رهيبة و إبادة جماعية في مختلف الأماكن التي جرت فيها الهجومات و أبرزها مجازر ملعب 20أوت 1955 كانت عملية عملية عسكرية ثورية محكمة التنظيم ذات فعاليةفي التنفيذ باهضة الثمن في الأرواح إثني عشرة ألف ( 12000 ) شهيد و لكن نتائجها عظيمة جدا على مسار الثورة بصفة عامة داخليا و خارجيا،
و من ثمة استحقت ولاية سكيكدة تسمية 20 أوت 1955
بعد هجومات 20أوت 1955 شهدت أواخر هذه السنة تعزيزات عسكرية رهيبة بسكيكدة و ضواحيها و كان ميناء المدينة لا تنقطع به الحركة ، إنزال الجيوش الإستعمارية و العتاد العسكري المتطور القادم من وراء البحر و توسعت عمليات التمشيط و الاعتقالات و القتل دون محاكمات في كل مكان هذا من جهة قوات العدو أما جيش التحرير الوطني فقد أصبح يتحكم في زمام المبادرة أكثر فأكثر و يستقبل أفواج المتطوعين من الشباب للإلتحاق بصفوف الثورة و يعززمنا نشاط التنظيم و في 22 نوفمبر 1955 استشهد المجاهد بشير بوقادوم بضواحي سيدي مزغيش.
1956
استشهادالقائدالبطل زيغود يوسف
مع مطلع سنة 1956 استمرهذا الوضع من جانب الإستعمار مواصلة عمليات التمشيط بقوات هائلة تدخلت الأسلحة و عمليات الإبادة الجماعية سواء لمشتى أو دوار بكامله أو عائلة مقصودة بداتها كما حدث في ماي 1956 في مشتى عين حلوف الكاف بمجاز الدشيش ومن جانب جيش التحريرالوطني تنظيم فعال لعمليات عسكرية فعالة كما حدث في معركة الحمري الشهيرة بقيادة القائد زيغود يوسف شخصيا يوم 12 ماي 1956 و كانت معركة مظفرة انتصر فيها المجاهدون انتصارا باهرا خلفت عدد كبير من القتلى في صفوف العدو ومكنت المجاهدين من كسب كمية معتبرة من الأسلحة .
19 ماي 1956 ( إضراب الطلبة )
يوم 19 ماي 1956 كان طلبة و تلاميذ ثانوية العربي التبسي و مدرسة الإرشاد على موعد مع الحدث و سجلوا إضراب عن الدراسة و التحق العديد منهم بالثورة على رأسهم الشهيد عبد الحميد العمراني
جوان 1956 مجموعة من الفدائيين تهاجم مدينة سكيكدة و تضع (9) تسع قنابل في أماكن مختلفة
انفجرت منها (7 ) في آن واحد أحدثت خسائر كبيرة في أماكن تواجد العدو في الأرواح و الممتلكات واستشهد المجاهد الفدائي بوثلجة المدعو ديلانجار بعد اشتباك عنيف مع قوات العدو وسط المدينة .
و تضاعفت العمليات الفدائية إلى جانب عمليات تخريب منشآت العدو و تطورت الأحداث بسرعة فائقة في الميدان العسكري الثوري إذ أصبحت وحدات جيش التحرير الوطني تهاجم بسرعة و فعالية و في الميدان التنظيمي شرعت المنطقة الثانية في التحضير لعقد مؤتمر الصومام
المؤتمر التمهيدي في بو الزعرور
في آخر شهر جوان بداية شهر جويلية 1956 أشرف قائد المنطقة الثانية زيغود يوسف على اجتماع كبير في المكان المسمى بوالزعرور بجبال القل تحضيرا لمؤتمر الصومام 20 أوت 1956.
23 سبتمبر 1956
استشهاد القائد البطل زيغود يوسف .
عاد القائد زيغود يوسف من مؤتمر الصومام الذي شارك فيه على رأس وفد هام وهو في طريقه وفي المكان المسمى الحمري بالقرب من سيدي مزغيش حاصرته قوات العدو و كان معه عدد قليل من المجاهدين فاشتبك المجاهدون مع قوات العدو في معركة غير متكافئة العدة و العدد استشهد خلالها القائد البطل زيغود يوسف بعد أن أدى واجبه المقدس كاملا إلى جانب أربعة من رفقائه المجاهدين استشهدوا في ميدان الشرف.
بعد استشهاد القائد البطل زيغود يوسف تواصلت العمليات الثورية بضراوة في المنطقة الثانية الولاية الثانية الآن بعدمؤتمر الصومام تحت قيادة العقيد لخضر بن طوبال وبدأ التنظيم الجديد المنبطق عن مؤتمر الصومام تأخد مكانها سياسيا و عسكريا فأنشأت المناطق ( مفهوم المنطقة تغير ) و النواحي والأقسام فأصبحت ولاية سكيكدة الحالية ضمن المنطقة الولائية الثانية وتعاقبت عليها تغيرات تنظيمية متتالية حتى الاستقلال كما هو مبين في خريطة التقسيم الإداري الثوري لاحقا واشتد لهيب الثورة في هذه المنطقة و سجلت في الميدان العسكري معارك واشتباكات عديدة كان يبادر بها المجاهدون كرد فعل على الدعاية الاستعمارية المروجة لفكرة الفشل الذي أصاب الثورة بعد استشهاد البطل زيغود يوسف وهكذا سجلت معارك مظفرة في كل أنحاء الولاية :
ـ معركة عين الكرمة ( بين الويدان ) أكتوبر 1956
ـ معركة بوغلام (أم الطوب ) أكتوبر 1956
ـ معركة جبل القلعة ( الغدير ) أكتوبر 1956
ـ معركة واد القصب ( صالح بوالشعور ) نوفمبر 1956
ـ معركة زكرانة (بني والبان )
ـ معركة التوميات ( عيون بوزيان ) 25 ديسمبر 1956
ـ معركة واد سلسلة ( بوشطاطة )
ـ معركة تانقوت ( السبت ) ديسمبر 1956
معركة الدوير ( الزيتونة ) ديسمبر 1956
لما لاحظ العدو هذا التصاعد المتزايد في قوة الثورة شرع في تطبيق اسلوب
اْْخر إضافة إلى العمليات العسكرية و هو ترحيل سكان الأرياف و جمعهم في محتشدات تحيط بالمدن و القرى و معسكراته و شهدت أواخر سنة 1956 بداية هذا الأسلوب الجديد في مواجهة الثورة 0
ولاية سكيكدة في التنظيم الإدارى للثورة
تنفيد لمقررات مؤتمر الصومام (20 أوت 1956 ) الهياكل الجديدة للتنظبم الإداري و السياسي و العسكري للثورة و تحول مفهوم المنطقة الثانية الولاية الثانية و أعطى مفهوم جديد لمصطلح المنطقة و بموجب ذلك أصبحت ولاية سكيكدة الحالية ضمن المنطقة الثانية و الثالثة و الرابعة للولاية التارخية الثانية تماشيا مع التغيرات و التطور المتنامي من سنة 56 إلى 1962 و كما هو معروف قسمت المناطق إلى نواحي إلى أقسام و أنشأت المجالس ووحدات الفدا و شبكات التمويل و النظام الصحي للثورة عبر الولاية ( أنظر الخريطة المرفقة )
التنظيم الصحي للثورة
مع تصاعد الثورة و تطوراتها الإيجابية في الميدان العسكري لجيش التحرير الوطني و التنظيم الإداري السياسي لجبهة التحرير الوطني كان لابد من التفكير في وضع نظام صحي يتماشى وهذا التطور و تم تكليف المجاهد الدكتور محمد تومي بتنظيم هذا الجهاز ووضعه في المستوى اللائق حسب الإمكان .
و فعلا هذا ما حصل إذ أصبح للولاية الثانية مستشفى منظم حسب ظروف الثورة في مكان المسمى جراح بالقرب من مقر الولاية الثانية في حجر مفروش
عنه مجموعة من الوحدات الإستشفائية القارة أحيانا و المتنقلة أحيانا أخرى يؤطرها الدكتور تومي بمساعدة لمين خن يشرفون على عدد معتبر من الممرضين و الممرضات .
نظام التمويل
إشتمل نظام التمويل على شبكة واسعة جدا من المراكز القارة أو كازمات التخزين للمؤونة التى يتم جمعها بواسطة المناضلين و قد بلغ عدد مراكز جيش التحرير الوطني عبر الولاية : 270 مركزا دائما و مؤقتا .
المحتشدات
بعد تصاعد الثورة و عجز قوات العدو عن مواجهة جيش االتحرير الوطني المعززة بدعم الشعب لجأ الإستعمار منذ أواخر سنة 1956 إلى ترحيل السكان من الأرياف وتجمعيهم في محتشدات في ضواحي المدن والقرى ومعسكراته وبذلك ظهر نظام المحتشدات التي بلغ عددها في ولاية سكيكدة 67 محتشدا وهي أكواخ محاطة بالأسلاك الشائكة يتوسطه امكتب لاصاص وتعلوها أبراج المراقبة والدخول بالاذن بالمرور Laisser passer وبقي النضال مستمرا من داخل المحتشدات.
.
إنتشار قوات العدو في ولاية سكيكدة
:مراكز جيش العدو 79 ثكنة و معسكرا .
ثكنات الجندرمة 10
مكاتب الشؤون الهلية لاصاص 62
محافظات الشرطة 4 غير البوليس السياسي و غير شبكة العملاء و غير القوات المتنقلة
القواعد البحرية العسكرية 2
مطارات عسكرية 1 دائم و طائرات الهيليكوبتر تحط في كل مكان
السجون في كل ثكنة و المكتب الثاني و الشرطة القضائية يوجد سجنا في كل منها زيادة على السجون المعتادة.
مراكز التعذيب المتخصصة
تفنن الاستعمار الفرنسي في تعذيب الجزائريين و أحدث لذلك مراكز خاصة بلغ عددها 12 مركزا مجهزا بأحدث و أبشع وسائل التعذيب التي تجاوزت في بشاعتها ما استعملته النازية في وقتها و هي :
- مركز منزل الأبطال بعزابة.
- مركز الباصو الحروش
- مركز رمضان جمال
- مركز الباطوار بني مالك سكيكدة
- مركز المكتب الثاني ثكنة مانجا سكيكدة
- مركز الشرطة القضائية سينما الريفولي سكيكدة
- مركز اللفيف الأجنبي جان دارك العربي بن مهيدي
- مركز الطرس أولاد عطية
- مركز لمقاتل أولاد عطية
- مركز الطبابة القل
- مركز تالزة القل
-مركز عين زبدة
أماكن القتل الجماعي
قام العدو بمجازر رهيبة ضد شعبنا في هذه المنطقة و عرفت أماكن عديدة من تراب الولاية عمليات الإبادة الجماعية و بلغ عددها 16 مكانا .
في كل من سكيكدة ، فلفلة ، الحدائق ، مزاج الدشيش ، جندل ، سيدي مزغيش ، الحروش ، رمضان جمال ، القل ، عزابة ، عين شرشار ، زردازة .
1960 مظاهرات 11ديسمبر
كغيرها من المدن الجزائرية كانت مدينة سكيكدة و عزابة على موعد يوم 11 ديسمبر 1960
و نظمت مظاهرات رفع فيها العلم الوطني و جابت الشوارع يؤطرها مناضلون و مناضلات عبر المتظاهرون من خلالها عن موقفهم الواضح و تجنيدهم تحت لواء جبهة التحرير الوطني و لا بديل غير الإستقلال التام .
أهم المعارك الكبرى عبر ولاية سكيكدة
ـ معركة واد بوكركر واستشهد القائد ديدوش مراد 18 جانفي 1955
ـ هجومات 20 أوت 1955
ـ معركة بورزام ماي 1956
ـ معركة الحمري 23 سبتمبر 1956 استشهاد القائد زيغود يوسف
ـ معركة كتاب الولاية الثانية جانفي 1957
ـ معركة زقار الأولى ماي 1957
ـ معركة عين القصب مليلة 1957
ـ معركة مليلة الكبرى 1957 بقيادة علي منجلي و هي أكبر المعارك عبر الولاية بعد هجومات 20أوت 1955
ـ معركة أم المدافع مليلة عزابة اين استشهد فيها ليتيم محمد المدعو بتي
ـ معركة قافلة الولاية الثالثة سطيحة 1958 مجاز الدشيش
ـ معركة كاف أو النار زردازة 1961
ـ معركة الحجرة البيضاء العالية 1961
ـ معركة أم الطوب 26 أفريل 1961 استشهد فيها مسعود بوجريو
1962
آخر معركة
استمرت الثورة في هذه المنطقة بكل ضراوة حتى توقيف القتال و قد كانت آخر معركة يوم 16 مارس 1962 بضواحي عين الزويت استشهد خلالها القائدان قويسم عبد الحق مسؤول منطقة و محمد الصالح دهيلي مسؤول ناحية فرحم الله الشهــــــــداء.
أماكن استشهاد القادة عبر الولاية
ـ الحمري سيدي مزغيش مكان استشهاد زيغود يوسف
ـ الحمري سيدي مزغيش مكان استشهاد بشير بوقدوم
ـ الحمري سيدي مزغيش مكان استشهاد محمود نفير
ـ عين الزويت . مكان استشهاد قويسم عبد الحق و محمد الصالح الدهيلي
ـ ام الطوب .مكان استشهاد مسعود بوجريو
ـ الغدير .مكان استشهاد حمروش حمودي
ـ الحروش . مكان استشهاد علي عبد النور
ـ حبايش مكان استشهاد كتابة الولاية الثانية و عباس بوراس و بن مهيدي الطاهر و قروج محمد و الطيب فرحات
ـ مليلة عين شرشار مكان استشهاد صبوع محمد و زيدي يوسف المدعو بالباشي و لتيم المدعو بتي
ـ بني والبان مكان استشهاد حمادي كرومة
ـ عين بوزيان مكان استشهاد محمد دخيل المدعو الريواية
ـ السبت مكان استشهاد عوادي عمار المدعو بانديش.
قادة الولاية التارخية الثانية حسب الترتيب الزمني
من أول نوفمبر 1954 إلى 19 مارس 1962
ـ العقيد الشهيد ديدوش مراد
ـ العقيد الشهيد زيغود يوسف
ـ العقيد المجاهد لخضر بن طوبال
ـ العقيد المجاهد علي كافي
ـ العقيد المجاهد صالح بوبنيدر
التيس البري- البيدق الرابع
- عدد المساهمات : 33
تاريخ التسجيل : 30/07/2012
رد: سكيكدة تاريخ ومعارك
اشكرك يا اخي هشام سلا هذه التفاتة رائعة
لقد اعطيتنا نظرة واسعة على تاريخ نظالي لولايتنا وما قدمته في سبيل اعلاء كلمة الحق لاالله الا الله محمد رسول الله
عاشت الجزائر حرة مستقلة
لقد اعطيتنا نظرة واسعة على تاريخ نظالي لولايتنا وما قدمته في سبيل اعلاء كلمة الحق لاالله الا الله محمد رسول الله
عاشت الجزائر حرة مستقلة
الفهد الابيض- Admin
- عدد المساهمات : 1049
تاريخ التسجيل : 22/03/2012
العمر : 81
رد: سكيكدة تاريخ ومعارك
موضوعك يستحق كل الإهتمام
سوف يساعد أبناء المنطقة على معرفة تاريخ مدينتنا الخالد والمليء بالكفاح
ومازلنا من أجل ان تقى رايتنا عالية
1 2 3 vive lalgrie
سوف يساعد أبناء المنطقة على معرفة تاريخ مدينتنا الخالد والمليء بالكفاح
ومازلنا من أجل ان تقى رايتنا عالية
1 2 3 vive lalgrie
الليث الأصفر- الملك
- عدد المساهمات : 804
تاريخ التسجيل : 08/05/2012
العمر : 44
رد: سكيكدة تاريخ ومعارك
هذه مبادرة جيدة لإماطة اللثام عن تاريخ منطقة سكيكدة الذي يبقى قليل المصادر ويجب تشجيع الباحثين خصوصا
أن رعيل الثورة في تناقص مستمر لدى يجب جمع أكبر قدر من الشهادات الحية لمن عايش الحقبة الإستعمارية
كما يمكن للجامعة أن تلعب دور مهم في هذا المجال بإنشاء معهد للتاريخ والأثار وتوفير الإمكانيات اللازمة للباحثين.
أن رعيل الثورة في تناقص مستمر لدى يجب جمع أكبر قدر من الشهادات الحية لمن عايش الحقبة الإستعمارية
كما يمكن للجامعة أن تلعب دور مهم في هذا المجال بإنشاء معهد للتاريخ والأثار وتوفير الإمكانيات اللازمة للباحثين.
ouahid- الفيل الثاني
- عدد المساهمات : 100
تاريخ التسجيل : 28/05/2013
رد: سكيكدة تاريخ ومعارك
تاريخ حافل لأجمل ولاية شكرا
الأرنبة البيضاء- الوزير
- عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 02/04/2012
مواضيع مماثلة
» تاريخ أوزبكستان
» تاريخ باكستان
» تابع إلى تاريخ الباكستان
» الجزائر طرف بارز في تاريخ المونديال بإختيارها كطرف في أكبر 10 مفاجأت
» تاريخ اجراء امتحانات البكالوريا والتعليم المتوسط والابتدائي 2014
» تاريخ باكستان
» تابع إلى تاريخ الباكستان
» الجزائر طرف بارز في تاريخ المونديال بإختيارها كطرف في أكبر 10 مفاجأت
» تاريخ اجراء امتحانات البكالوريا والتعليم المتوسط والابتدائي 2014
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 10 يونيو 2021 - 12:49 من طرف الفهد الابيض
» وزارة التعليم العالي تقترح مسودّة مشروع وتستعدّ لسنّ قانون جديد
الخميس 17 مارس 2016 - 9:57 من طرف الفهد الابيض
» 28 مارس بداية التسجيل لمسابقة توظيف 28 ألف أستاذ
الخميس 17 مارس 2016 - 9:42 من طرف الفهد الابيض
» الذكرى الـ 54 لعيد النصر ووقف إطلاق النار
الخميس 17 مارس 2016 - 9:32 من طرف الفهد الابيض
» التوظيف بدايتا من مارس
السبت 13 فبراير 2016 - 23:29 من طرف الليث الأصفر
» مكتبة المدرسة
الخميس 28 يناير 2016 - 10:06 من طرف الفهد الابيض
» الجدول الدوري عناصر كيميائية جديدة
الثلاثاء 26 يناير 2016 - 15:26 من طرف الفهد الابيض
» زيت الزيتون بركة،صحة وغداء
الإثنين 18 يناير 2016 - 11:47 من طرف ouahid
» عيد يناير أو عندما تتحد البدعة والظلال
الثلاثاء 12 يناير 2016 - 9:29 من طرف ouahid